نجح المنتخب السوري في تحقيق فوز جديد في دورة نهرو الدولية المقامة في العاصمة الهندية نيودلهي ، وهذه المرة تغلب المنتخب السوري على البلد المضيف أمام جمهور هندي كبير وبنتيجة 3-2 .
الفريق الهندي مستضيف البطولة دخل المباراة وهو معتاد على الأجواء الرطبة في بلده ، بينما بدى واضحاً مدى تأثر المنتخب السوري بالرطوبة العالية جداً أثناء المباراة ، المباراة بدأت هجومية من الطرفين منذ الدقائق الأولى ففي الدقيقة 2 كاد المنتخب الهندي أن يفتتح التسجيل مبكراً عبر تسديدة من خارج منطقة الجزاء لم تعرف طريقها للشباك ورد عليها مهاجم منتخبنا الزينو بتسديدة أخطر لكن الكرة أيضاً لم تعانق الشباك وسنحت للزينو نفسه فرصتين للتسجيل لكنه لم يستفد منهما في الدقيقتين 10، 12 .
أولى أهداف المباراة كانت هندية عبر لاعبه المميز سونيل تشيتري في الدقيقة 13 ، بعد الهدف أحس المنتخب السوري بحراجة الموقف فضغط أكثر على المرمى الهندي وكاد الشعبو أن يعدل النتيجة في الدقيقة 22 من ركنية لعبها الجنيات على رأس الشعبو ولكن الكرة كانت خارج القوائم ، ولكن بعدها بدقيقتين ومن ركنية أخرى نجحت رأسية خالد البابا بمعانقة الشباك الهندية وهدف التعادل السوري في الدقيقة 24 ، بعد هدف التعادل واصل المنتخب السوري ضغطه وكاد عاطف جنيات أن يضيف هدفاً ثانياً من تسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء ولكن الكرة علت العارضة بقليل ، واستمر منتخبنا بشلال فرصه الضائعة فمن تمريرة عرضية متقنة من وائل عيان كاد الزينو أن يسجل الثاني لسوريا ولكن الكرة لامست القائم الأيسر للحارس الهندي ، وفيما بعد عاود الجنيات محاولاته ومن تسديدة أخرى من خارج منطقة الجزاء ولكن دون جدوى وتتالت الفرص السورية فسدد السيد وكذلك الشعبو أما الرد الهندي كان في الدقيقة 39 عن طريق تسديدة رائعة تألق مصعب بلحوس بردها ، الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للشوط الأول اضاع فيها الشعبو إنفرادة على طريقة أمور لا تصدق ولكنه عوضها بعد دقيقة واحدة عندما نجح بتسجيل ثاني أهداف سوريا في الدقيقة الأولى للوقت بدل الضائع لينتهي الشوط الأول بتقدم المنتخب السوري 2-1 .
الشوط الثاني دخله المنتخب الهندي مهاجماً مستفيداً من تحركات لاعبه السريع براديب الذي كان قريباً من تعديل النتيجة للهند في الدقيقة 7 ، ومن ثم سدد اللاعب الهندي كليفورد تسديدة رائعة من مسافة 25 متر في الدقيقة 9 ورد عليها مباشرة خالد البابا بتسديدة مشابهة ولكن كلا الكرتين خارج القوائم .
الدقيقة 19 سنحت للمنتخب السوري فرصة حقيقية عن طريق الزينو ولكن الدفاع الهندي حول الكرة لركنية لتلعب بعدها الركنية وكاد أن يستفيد منها علي دياب لإحراز الهدف السوري الثالث من رأسية جملية ، ولكن الهدف السوري الثالث لم يتأخر بعد الفرصتين السوريتين حيث نجح الشعبو من ترجمة الفرص السورية المتتالية في الدقيقة 20 ليحرز الهدف السوري الثالث والثاني له ، وكاد الشعبو أن يزيد الغلة السورية من الأهداف في الدقيقة 31 عبر تسديدة خطيرة جاورت القائم ، و من بعدها يمرر ماهر السيد تمريرة جميلة لعاطف الذي لم يستفد من الكرة بالشكل الأنسب ، الدقيقة 36 شهدت الهدف الهندي الثاني عبر صاروخية رائعة جداً من بعد أكثر من 30 متراً عن طريق المدافع آجايان نيار ، وضغط بعدها المنتخب الهندي للتعديل وسدد عدة كرات خطرة من خارج منطقة الجزاء دون أن تكتب لأي منها التوفيق ، قبل أن يقود المنتخب السوري هجمة منسقة لتنتهي على أقدام ماهر السيد الذي سددها قوية ولكن تألق الحارس الهندي في الزود عن مرماه حال دون تسجيل الهدف السوري الرابع في الدقيقة 42 ، وفي الوقت بدل الضائع توترت قليلاً المباراة بعد مطالبة المنتخب الهندي بضربة جزاء غير صحيحة ولكن الحكم لم يعلن عن شيء لتنتهي المباراة بفوز سوري 3-2 وليضمن المنتخب السوري تأهله للمباراة النهائية بإنتظار الفريق الذي سوف يلاقيه في النهائي الهند أو قيرغيزستان وذلك ستيحدد بالمباراة التي تجمع الفريقان يوم الأحد .
ويقود المنتخب السوري مباراته الأخيرة في الدور الأول مع كمبوديا يوم السبت كتحصيل حاصل بعد أن ضمن المركز الأول قبل المباراة النهائية يوم الأربعاء القادم .
بعد المباراة كان لموقع كووورة اللقاء التالي مع مدرب المنتخب السوري فجر إبراهيم ، فسألناه هل تأثر المنتخب السوري بالجماهير الهندية الكبيرة فأجاب : لم يكن هناك أي تأثر بهذا الجمهور الكبير لأننا وضعنا بحسباننا مسبقاً بأننا سنلاعب البلد المضيف وشيء طبيعي أن يتواجد جمهور كبير لمؤازرة منتخب بلادهم ، وعن الجمهور السوري في البطولة قال : نشكر الجالية السورية والعربية وأعضاء السفارة على دعمهم ومؤازرتهم الكبيرة لنا وصدقاً هم سند كبير لنا في هذه البطولة ونتمنى أن نحتفل سويةً بكأس الدورة .
وعن رأيه بالمباراة قال المدرب فجر : لعبنا بنفس تشكيلة المباراة السابقة ولكن بخطة لعب مختلفة ، لقد قمنا بتنبيه اللاعبين على بعض الأمور ولكن كان هناك أخطاء مباشرة كالهدف الثاني رغم أنه كان من تسديدة بعيدة ولكننا نبهنا اللاعبين بوجود هذه الميزة عند اللاعبين الهنود وسبق أن سجلوا أهداف من تسديدات بعيدة مشابهة ، بإذن الله سوف نحاول تفادي هذه الأخطاء في المباراة النهائية .
ورأى مدربنا بأن المنتخب الهندي هو الأقرب للعب المباراة النهائية إلى جانب المنتخب السوري الذي ضمن التأهل للنهائي .
لقطات من المباراة :
- تواجدت الجالية السورية والعربية مرة أخرى ، ورغم قلة عدد الجماهير السورية مقارنة مع الجماهير الهندية إلا أن كلمة التشجيع أثناء المباراة كانت للجماهير السورية القليلة .
- أجواء التشجيع كانت مثالية للغاية بين الجمهورين السوري والهندي وهتف الجمهور الهندي مباركاً لسوريا بعد نهاية المباراة .
- الرطوبة كانت مرتفعة جداً فبدى التأثر السوري بها واضحاً على عكس لاعبي المنتخب الهندي المعتادين على مناخ بلدهم .
- لمسات الإنكليزي بوب روبرت هوغتون مدرب المنتخب الهندي كانت واضحة على لاعبي المنتخب الهندي الذي استطاع خلال فترة قصيرة بتوظيف مهارات وإمكانيات لاعبيه الهنود بالشكل الأنسب ولوحظ تركيز المنتخب الهندي على التسديد من مسافات بعيدة .
- التسديدات الهندية البعيدة كلها كانت مركزة وخطرة للغاية وبدى واضحاً مدى إستفادة المنتخب الهندي من المعسكر الذي أقامه في البرتغال قبل إنطلاقة البطولة .
- نجح الفريق الهندي بالحد من خطورة كابتن سوريا ماهر السيد بمراقبته الجيدة في المباراة .
- اعتمد المدرب فجر في هذه المباراة على الإختراق من الأجنحة أكثر من الإختراق من العمق كون أن الكابتن ماهر السيد كان معروفاً بتركيز المراقبة عليه من قبل المنتخب الهندي .
- بدى واضحاً تعاطف صافرات حكم المباراة مع الفريق المضيف .
- توترت المباراة كثيراً في الدقائق الأخيرة مع مطالبة الهند بضربة جزاء اثر لمسة يد غير مقصودة .
- لعب الفريقان 3 دقائق وقت بدل ضائع في الشوط الأول ، وفي الشوط الثاني كان الوقت المعلن 4 دقائق ولكن بعد التوتر الذي أصاب المباراة في دقائقها الأخيرة كان الوقت بدل الضائع الذي لعب أكثر من 7 دقائق .
- طغت الخشونة الزائدة على طريقة لعب المنتخب الهندي وتغاضى الحكم عن بعض الحالات لصالح الهند .
- تشكيلة البداية كانت : مصعب بلحوس ، علي دياب ، زين الدين الفندي ، خالد البابا ، فراس اسماعيل ، معتصم علايا ، عاطف جنيات ، وائل عيان ، ماهر السيد ، محمد زينو ، زياد شعبو .
- التبديلات دخل إبراهيم الحسن عوضاً عن وائل عيان ، ومحمود أمنة بديلاً لمعتصم علايا ، والتبديل الأخير دخول علي الرفاعي وخروج الجنيات .
- حصل اللاعب زياد شعبو على جائزة أحسن لاعب في المباراة وقيمتها 300 دولار .
- حصل المنتخب السوري على جائزة 2500 دولار جائزة الفريق الفائز بالمباراة .