بسمة سلتنا الوحيدة في اليابان ا
الهـدّاف الآسـيوي
ميشيل معـــدنـلي:
ما تحقق هو حصيلة ما يقدم لرياضتنا.. وأين الاستراتيجية السلوية *
لابد من إعادة النظر بالدوري
إدواردو منعوه
خلال الإحماء!
* تتناقض مشاعرنا السلوية ما بين حزن على الصورة المهزوزة لمنتخبنا في البطولة الآسيوية.. وفرح على لقب آسيوي أحرزناه من خلال فوز نجمنا ميشيل معدنلي بلقب هدّاف آسيا.. منتخب يملك هدافاً قارياً، يطرق سلات أقوى المنتخبات، لكن منتخبه يبدو عاجزاً عن تجاوز حدود الدور الأول، أين المشكلة*
* ميشو ماهي قصة مبارياتكم التي جرت في الصباح الباكر هل هو فارق التوقيت بيننا وبينهم *
** لم يكن التوقيت وفوارقه وحده المشكلة، بل في توقيت المباريات بحد ذاته فقد كان غريباً علينا وعلى اليابانيين أيضاً.. كأن تلعب الساعة التاسعة صباحاً..! وهذا بتوقيتنا يعتبر الساعة الثالثة بعد منتصف الليل!
* لكن مسبقاً ألم يكن لديكم علم أن مباريات البطولة ستقام في هذا التوقيت *
** لم نكن نعرف شيئاً سوى أننا ذاهبون لبطولة آسيا!
* وكيف تأقلمتم مع فارق التوقيت بيننا وبين اليابان والذي يبلغ »6« ساعات *
** لن نضع المشكلة في فارق التوقيت، لكنه بالفعل أزعجنا.. فأنا »مثلا« لم أنم أول يوم وبقيت »24« ساعة صاحياً نظراً للاختلاف، فالساعة »11« ليلاً عندهم تكون الساعة »4« عصراً عندنا.. ولذلك عشنا يومين في حالة عدم توازن.. وهذه المشكلة تغلبت عليها بقية المنتخبات من خلال معسكراتها التي أقامتها سواء في اليابان أو منطقة شرق آسيا للتأقلم مع التوقيت والجو.. نحن عدنا من الفيليبين إلى سورية وأمضينا أيام ثم سافرنا إلى اليابان ولم نحصد من ذلك سوى التعب والإجهاد.. ولاسيما أن السفر كان يستهلك منا »24« ساعة..
* ولماذا ساء أداء منتخبنا في الدور الأول *
** مباراة تايوان هي التي فتحت علينا باب الخسارات، وكان علينا أن نربحها، علماً أن التايواني فريق متطور وقوي وجاريناه لفترات طويلة ولكن خسرنا بعدها!
* ما حققه متخبنا في البطولة الآسيوية هل يتناسب مع القوة الحقيقية للسلة السورية *
** طبعاً يتناسب مع مستوى رياضتنا.. لأن ما خرجنا به هو بنتيجة ما يقدم لرياضتنا.. لكن بحساب المراكز يجب أن يكون ترتيبنا أفضل بكثير.. فالمنتخب الكازاخستاني الذي وصل لنصف النهائي - نحن كنادي الجلاء - فزنا عليه بإيران بفارق »27« نقطة ولم يكن معنا سوى أجنبي واحد.. إذاً المشكلة في المنتخب نفسه..
نعرف أن اتحاد السلة »لا حول ولا قوة له« لكن المشكلة أيضاً أكبر من اتحاد السلة..!
* جرت العادة بعد كل خيبة سلوية أن يكسروا الجرة برأس الجهاز التدريبي للمنتخب فيتم حلّه فهل تتوقع حدوث ذلك *
** الحق ليس على المدرب ولا على الجهاز الفني، لأن بطولة آسيا معروفة لنا بمكانها وموعدها قبل سنتين، فلماذا لم يتم التحضير لها بالشكل المناسب واللائق ببطولة قارية*.. كل المنتخبات تتحضر قبل فترة كافية وتقيم المعسكرات والمباريات الودّية القوية، إلا منتخبنا فلا يتم تحضيره إلا قبل البطولة بأيام فتأتي النتائج متناسبة مع الإعداد.. في الوقت الذي نجد فيه دول الجوار قد استفادت من أخطائها وانتبهت إلى أهمية الإعداد والتحضير وها هي تسبقنا بأشواط!
* لو جئنا للمستوى الحقيقي.. ألا تلاحظ أن سلتنا ليست بعيدة عن سلتي لبنان وحتى إيران التي فازت بكأس آسيا *
** مستوانا متقارب معهم على صعيد الأندية، لكن التباعد أصبح يفرض نفسه من جهة المنتخبات!
* إذاً لو استقدمنا مدرباً أجنبياً وحضّرنا المنتخب قبل فترة كافية ضمن إعداد متكامل فهل تنتهي المشكلة *
** وماذا يمنع من تنفيذ هذا الكلام.. أي استراتيجية العمل والتخطيط.. متى تكون أمورنا مدروسة ومنتخباتنا تنال حقها من كل شيء.. مع احترامي الشديد للمدرب سامر كيالي..
فإننا بحاجة لمدرب أجنبي عالي المستوى أسوة بمنتخبي لبنان وإيران التي تعاقدت مع مدرب عالمي.. لماذا لا توفر لنا المعسكرات الخارجية في أوروبا لكي نلعب مع فرق أوروبية قوية ونكتسب منها الكثير.. أليس من حق اللاعب أن يتقاضى تعويضاً مقابل تفرغه للمنتخب بحدود شهرين.. فهل نحن نطلب المستحيلات.. لا رياضة دون دعم.. وعليهم أن يحددوا الرياضة التي يريدونها.. فإما رياضة مستويات ومنافسة وإما رياضة تسلية..
* لماذا أصبح حماس اللاعبين يخف تدريجياً نحو المنتخب *
** يحدث ذلك عندما لا يجدون اهتماماً من المعنيين.. فلا يوجد مدرب على مستوى عالٍ.. والإقامة في مكان يبعد »30« كم عن دمشق.. إذاً عندما يترك اللاعب بيته وأهله لكي يجد نفسه في ظروف غير ملائمة ومعطيات متضائلة فلابد أن يصاب بالإحباط..!
* وإدواردو فرحات، لماذا لم يلعب مع منتخبنا رغم سفره معكم إلى اليابان *
** فوجئنا خلال إجرائنا الإحماء للمباراة الأولى باعتراض أحد المنتخبات على إدواردو بأنه لا يحق له اللعب لمنتخبنا بحجه أنه لعب سابقاً لمنتخب البرازيل.
* وهل صحيح أنه لعب لمنتخب البرازيل *
** صحيح.. لكنهم وعدونا مسبقاً بأنه يمكنه اللعب معنا، وحتى بعد وصولنا لليابان كانت الإجابات تأتي لرئيس اتحادنا على أنه يمكنه اللعب لكن قبل المباراة بدقائق فوجئنا بالأمر.. ومنتخبنا لم يكن بطبيعة الحال مهيأ بالشكل المطلوب، فكيف له اللعب دون إدواردو وحكمت الذي أصيب من أول مباراة!
* ومارسيللو ما حكايته *
* تعرض لإصابة بيده في الفيليبين وهو بحاجة لراحة مدة شهر..
* ولماذا خسارتنا الثقيلة في مباراتنا الافتتاحية مع تايوان *
** المباراة كانت متكافئة في الأرباع الثلاثة الأولى، لكنهم تفوقوا علينا بالربع الأخير.. لأن لعب فريقنا كان يعتمد على المبادرات الذاتية للاعبين.. وهذا شيء متوقع من فريق لا يرتكز على أرضية قوية من التحضير والجاهزية واللياقة والتكتيك والانسجام، وحتى الفريق الذي تحضر في سورية لم يكن نفسه الذي لعب هناك مع غياب إدواردو ومارسيللو وحكمت أيضاً.. وسط وصولنا لليابان قبل يومين وبتحضير ارتجالي لكي نقابل فرقاً مجهزة ومتأقلمة مع الأجواء وفي غاية الجاهزية والانسجام بعد أن لعب كل منها ما بين 20-25 مباراة.
* ولكننا لاحظنا هبوطاً في نسبة التسديد لدى منتخبنا *
** طبعاً.. لأن لاعبينا كانوا يسددون وهم غير »مرتاحين« فالدفاع كان أقوى مما نتصور »ولا يقارن بدفاع الدوري السوري« والفرق استعانت بمدربين كبار وتحضرت منذ سنة وعسكرت ولعبت مبارياتها الودية في الفيليبين، فيما يجب أن تكون هذه المباريات لتصحيح الأخطاء..!
لاشك أن الفارق في المفهوم الاحترافي كبير بيننا وبينهم، فالأردن صرفت أموالاً طائلة وجاءت بالمركز الخامس ومع ذلك لم ييئسوا لأنهم يبنون للمستقبل.. أيضاً قطر ورغم كل ما صرفته فقد جاءت سادسة ولم يندبوا حظهم لكنهم فور انتهاء البطولة راحوا يفكرون كيف سيعملون للنهوض بالفريق والمشاركة بالبطولة القادمة.
* رغم خسارات منتخبنا إلا أن أداءك لم يتأثر وكنت أفضل مسجل بالبطولة *
** حاولت ما بوسعي سواء بالتسجيل أو في بقية المهام بالملعب وشكراً لزملائي الذين ساعدوني على إحراز هذه الكمية من النقاط.. وقد تعاون معي الشباب في آخر مباراتين لإحراز لقب الهدّاف..
* كنت تواجه منافسة قوية من نجم منتخب لبنان فادي الخطيب، فهل كنت تتوقع التفوق عليه *
** ازداد تفاؤلي في آخر مباراتين فقد كانتا أسهل من مباراتي لبنان..
* وما الجائزة التي نلتها لفوزك بلقب هدّاف آسيا *
** عندما أعلن فوزي بلقب الهدّاف كنت في المطار، ولم نتمكن من حضور المباراة النهائية ومن سورية جاءني نبأ فوزي عبر »ماسج« بالموبايل..
* ما السر في إخفاق منتخبنا بإحراز مركز متقدم وبذات الوقت يظهر هدّاف البطولة في نفس الفريق *
** لا علاقة لهذه بتلك.. فأنا لعبت لعبي ووفقت مرتين بتسجيل »40« نقطة في كل مباراة.. لكن أعود لأقول الحق ليس على اللاعبين ولا على المدرب فهذه إمكاناته.. لكن الحق على القائمين على استراتيجية المنتخب ولا يدرون إلى أن تسير..!
* لو توفر الدعم المالي والمدرب عالي المستوى فهل لدينا اللاعبون القادرون على المنافسة الآسيوية *
** لدينا لاعبون جيدون ولاسيما بعد وجود البرازيلي والمسألة بسيطة.. لماذا لا تخصص »5« أشهر من السنة للدوري المحلي.. وتعطي الفرق راحة لمدة شهر وتخصص الأشهر الستة الباقية في العام لتحضير المنتخب.
* وما حقيقة ما تردد عن أن مدرب منتخبنا طالب بمعاقبة اللاعبين بحجة التقصير بعد خسارة المباراة الأولى *
** كلام غير صحيح.. فالعلاقة كانت ممتازة بين الجهاز الفني واللاعبين!
* بصراحة.. كنت تلعب لكي تصبح هدّاف البطولة.. أم من أجل فوز الفريق *
** ما الذي يجعل الفريق يفوز*.. أليس السكور.. وعندما أسجل ألا يكون ذلك ضمن السكور من أجل الفوز..
* وكيف وجدت مستوى البطولة *
** مستوى تنافسي مثير، بدليل أنه يصعب توقع البطل والذي يحزُّ بالنفس أننا خارج هذه المنافسة.. فكل الفرق منظمة ومجهزة ومحضرة لآسيا..
* وهل كنت تتوقع فوز إيران بالبطولة *
** إيران تشتغل على كرة السلة بشكل كبير.. فالدوري لدينا منتظم وعالي المستوى بلاعبيه المحليين وأجانبه من المستوى العالي »والمدربين المحترفين المتطورين«.. والدعم والاحترام الذي تلقاه اللعبة.. وانعكس ذلك بفوزهم ببطولتي آسيا للأندية والمنتخبات.. لقد تحدثت مع مدرب المنتخب الإيراني وتعرفت على الأموال الطائلة التي صرفت على المنتخب والمعسكر الخارجي لمدة شهر ونصف الذي قضاه الفريق خارج إيران وبما فيه من مباريات ودّية قوية.. عكس منتخبنا الذي لم يتجاوز مصروف الجيب الـ»20« دولاراً للاعب الواحد خلال البطولة.
* وما رأيك بمقولة إن الدوري الجيد يفرز منتخبناً جيداً *
** شيء طبيعي فعندما يكون لدينا دوري قوي ومتطور لابد أن تجد »12« لاعباً في مستوى واحد إلى حدٍ ما.. وها هو المنتخب الإيراني يضم على كرسي التبديل »5« لاعبين بمستوى لا يقل عن مستوى الأساسيين، وهم قادرون على الأداء في أية دقيقة من المباراة..
* وأين تجد مشاكل منتخبنا *
** لدينا مشكلة في الطول.. ومازال منتخبنا ضعيفاً بالارتكاز.. ورغم الجهد الذي قدمه شريف الشريف إلا أننا كنا بحاجة للاعب متخصص بمركز الموزع..
* يعني أنت لم تلعب كموزع *
** لعبت لبعض الوقت.. »وتابع ضاحكا« وهل تريدني أن ألعب موزعاً أيضاً..
* والوجوه الجديدة بالمنتخب كيف وجدتها *
** رامي الخطيب وشادي لبس أبديا موهبة جيدة.
* ومن اللاعب الذي تمنيت وجوده معكم في اليابان *
** آندريه شويري.. وفنسنت جونز..
* لو كان بيدك أمر المنتخب فما أول قرار ستتخذه *
** يجب أن يكون قراري لمصلحة كرة السلة وتطويرها.. ولابد من العودة للدوري والعودة لبعض النقاط الهامة سواء بنظام الدوري أو بطريقة لعب الدوري والصالات التي تلعب فيها ولاعب أجنبي واحد بالملعب و»14« فريقاً بالدرجة الأولى..
* وماذا تعني لك كلمة هدّاف آسيا *
** شيء كبير وهام.. فالبطولة الآسيوية تعني لي أشياء خاصة.. فالظهور الأول لي مع المنتخب كان في شنغهاي ببطولة آسيا عام »2001«.. وأحرزنا المركز الرابع وشاركت بالبطولة التالية ولم نوفق حينها بمركز متقدم والحمد لله أنني اليوم حققت لقباً لسورية.. وسبق لي إحراز لقب هدّاف البطولة الآسيوية بالآسياد..
* في بطولة آسيا 2001 خسرنا مع كوريا بثلاثية جاءت في الثانية الأخيرة وطار منا البرونز الآسيوي.. والآن نخسر مع كوريا بعد ست سنوات.. فهل هم الذين تطوروا أم نحن تراجعنا *
** لقد ازدادت الفوارق بيننا.. فنحن تراجعنا وهم تقدموا..!
* في البطولات التي تقام بدول شرق آسيا يعاني لاعبونا من عدم التأقلم مع الأكل في هذه المناطق فهل واجهتكم هذه المشكلة باليابان *
** كثيراً كثيراً.. وأنا أنفقت كل المال الذي كان معي على الأكل في بعض المطاعم الخاصة..
* لكنكم قبضتم مصروف جيب *
** »يجيب ضاحكاً: إيه يادوب يكفي لوجبة واحدة«!